NATO ARAB KING
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

NATO ARAB KING

منتدي للارتقاء بمستوى اللاعبين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لا إلاه إلا الله محمد رسول الله

 

 اثر الاسلام في العرب -2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
alrqawi

alrqawi


عدد المساهمات : 39
نقاط : 105
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

اثر الاسلام في العرب -2 Empty
مُساهمةموضوع: اثر الاسلام في العرب -2   اثر الاسلام في العرب -2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 7:02 pm

اثر الاسلام في العرب -2

--------------------------------------------------------------------------------

-الثاني-

جاء الاسلام الذي عماده الخضوع للله - والانقياد له ؛ فكان في تعاليمه الدواء الناجع- لعقلية الجاهلية : عقلية الانفة والحمية .

ان تعاليم الاسلام هي قسمان: عقائد- واعمال . اما (العقائد) ,فان أهم أصل من اصول الاسلام ، هو الاعتقاد بالله رب العالمين) لارب قبيلة ولا رب امة ، وكل شيئ في الوجود مخلوق له وخاضع لامره(لله مافي السموات وما في الارض )) وليس لاي مخلوق، ولا لأية طائفة، سلطان على الناس في عقائدهم ولا في أية صفة من صفات الربوبية، وقد اختار الله من خلقه افرادا اتصل بهم بالوحي، ومن هؤلاء :ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم جميعا. وهناك وراء هذه الحياة الدنيا حياة أخرى: يوم القيامة، واليوم الاخر ، ويوم الحساب ، ويوم الدين ، وهذا اليوم هو يوم المثوبة على العمل الصالح ، والعقوبة على العمل الطالح. أما الاعمال ، وهي: الصلاة، والزكاة ، والصوم ، وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا .

ولم يقتصر الاسلام على غرس تلك ( العقائد) وهذه (الاعمال) ، بل أمر بالتمسك بالحق الكريم: آداب اللياقة: (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).( ياأيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها). ووفاء بالعهد، وصبر في الشدائد،وعدل بين الناس، وعفو عند المقدرة. لقد هدم الاسلام الوحدة القبلية ، وعلم أن معتنقي الاسلام كلهم كتلة واحدة لاتفاضل بين افرادها الا بالتقوى. وكان العرب قبل الاسلام ماهرين في حروب العصابات، وكانوا ماهرين في استخدام السلاح والفروسية، وكانت لهم قابلية ممتازة على الحركة من مكان الى آخر بسهولة ويسر بأقل وقت ممكن وأقل تكاليف ادارية، ولكنهم كانوا متفرقين ، لذالك خبرتهم الحربية وشجاعتهم الفطرية تذهب عبثا في الغارات والمناوشات المحلية بين القبائل. فلما جاء الاسلام، ونظمهم، وغرس فيهم روح الضبط والطاعة، وطهر نفوسهم، ونقى ارواحهم، وخلق فيهم انسجاما ماديا ومعنويا، فأصبحت لذالك كله قوتهم المبعثرة وجهودهم المضاعفة تعمل بنظام وضبط، بقيادة واحدة، واصبح المؤمنون في مشارق الارض ومغاربها أخوة يتحابون في الله بينهم، وهم أمة واحدة تحيتها السلام وغايتها السلام ودينها الاسلام . لقد كان الرسول(ص)، يؤم الفين في عمرة القضاء ومائة ألف في حجة الوداع، يسيرون كلهم في نظام ادق نظام هرولة ومشيا واستلاما للركن أو الحجر الاسود، هذا النظام المتصل بروح الاسلام، سبب من اسباب القوة، بل هو مصدرها وملاكها، وهذه الامامة يقوم بها رجل مطهر يؤمن اصحابه بصدقه، هي روح هذه القوة وقوامها. ومن يرى المسلمين وهم مجتمعون صفوفا للصلاة، يؤدون ركعاتها وسجداتها في تناسق مدهش وفي نظام ووقار، لايمكن ان يغفل ما لهذه الصلاة المنظمة من قيمة تربوية في نفوس المسلمين في الصدر الاول للاسلام. ان العرب اباة لايخضعون لمشيئة خارجية، ولكنهم كانوا يفتقرون الى الشعور التام بالطاعة والنظام، فكانت لهذه الصلاة أهمية بالغة في (ايقاظ) روح النظام في نفوس العرب المسلمين، لذالك غدا مكان الصلاة أول ميدان حقيقي للتدريب العسكري عند المسلمين. ثم ان انتظام المسلمين في الصلاة، شجع روح الوحدة بينهم، وخلق بينهم شعورا بالمساواة التي كانت افكارا جديدة على بلاد العرب، اذ كانت الوحدة الموجودة حتى ذالك الوقت هي رابطة الدم، كما ان المظاهر الرئيسية التي سادت حياة العرب اذ ذاك ، هي الافتخار بالاسرة والحسب والثراء، وامتهان شأن الفقير وعديم الجاه، لذالك فان الرسول القائد مهد السبيل لوحدة بلاد العرب المتنافرة عندما نجح في تدعيم الاتحاد الذي احتضن الفقير والغني على اساس المساواة، وعندما نجح كذالك في توجيه ضربة عنيفة الى العصبية القبلية والعائلية.

والى جانب الصلاة، كانت فكرة المساواة الاجتماعية تجديدا تاما احدثه الاسلام، فأصبحت مساعدة الفقير والقيام بأمره واجبا مقدسا، ولم يعد من شأن الافراد ان يعطوا كيفما شاءوا، وانما غدت الزكاة فرضا تجبى الى بيت المال وينفق منها على الفقراء.

لقد وجد الاسلام بتعاليمه التي تغرس الضبط والنظام في النفوس، وتدعو الى توحيد الله وتوحيد الصفوف، ارضا خصبة في العرب الذين كانت لهم خبرة طويلة في الحروب، والذين لايهابون الموت ويتعشقون الحرية، فكان من فضل الاسلام على العرب، أنه جمع شملهم ووحد قلوبهم وأشاع فيهم النظام والضبط، وبذالك اصبحوا قوة هائلة وجدت لها(متنفسا) في توحيد الجزيرة العربية اولا وفي الفتح الاسلامي ثانيا، فحملوا رايات الاسلام شرقا وغربا، وحملوا أعباء الفتح الاسلامي، فكان لهم بتوفيق الله وتسديده فضل نشر الاسلام في البلاد المفتوحة.

يتبع... د.اسماعيل عبد اليوسف ..(( alrqawi))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اثر الاسلام في العرب -2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
NATO ARAB KING :: الفئة الأولى :: رمضانيات-
انتقل الى: